السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَوَلَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

{ أو لم يهد } أي : يتبين { للذين يرثون الأرض } أن يسكنونها { من بعد } هلاك { أهلها } الذين كانوا من قبلهم فورثوها عنهم وخلفوهم فيها { أن لو نشاء أصبناهم } بالعذاب { بذنوبهم } كما أصبنا من قبلهم والهمزة للتوبيخ وأن لو نشاء مرفوع بأنه فاعل يهد أي : أو لم يهد للذين يخلفون من خلا قبلهم في ديارهم ويرثون أرضهم هذا الشأن وهو أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم أي : بسببها كما أصبنا من قبلهم وأهلكنا الوارثين منهم كما أهلكنا المورثين وإنما عدى فعل الهداية باللام لأنه بمعنى التبيين كما مرّ .

وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بإبدال الهمزة الثانية واواً في الوصل والباقون بتحقيقهما وقوله تعالى : { ونطبع } أي : نختم { على قلوبهم } معطوف على ما دلّ عليه { أو لم يهد } كأنه قيل : يغفلون عن الهداية ونطبع على قلوبهم أو على يرثون الأرض أو يكون منقطعاً بمعنى : ونحن نطبع على قلوبهم { فهم لا يسمعون } موعظة أي : لا يقبلونها ومنه سمع الله لمن حمده قال الشاعر :

دعوت الله حتى خفت أن لا *** يكون الله يسمع ما أقول

أي : يقبله ويستجيبه .