غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (99)

94

وأما قوله { أفأمنوا مكر الله } فتكرير لقوله { أفأمن أهل القرى } فلهذا رجع فعطف بالفاء . قلت : يجوز أن يقدّر المعطوف عليه بعد الهمزة والمعنى : أفعلوا ما فعلوا فأمن وأما من قرأ «أو » ساكنة فمعناه إما أحد الشيئين ويرجع المعنى إلى قولنا فأمنوا إحدى هذه العقوبات ، وإما للإضراب كما تقول : أنا أخرج ثم تقول أو أقيم . على أن المراد هو الإضراب عن الخروج وإثبات للإقامة أي لا بل أقيم . ومعنى { بياتاً } قد تقدم في أوّل السورة . و{ ضحى } نصب على الظرف قال الجوهري : ضحوة النهار بعد طلوع الشمس ثم بعده الضحى وهو حين تشرق الشمس مقصورة ، وتذكر على أنه مفرد كصرد وتؤنث على أنها جمع ضحوة . ثم بعده الضحاء ممدوداً مذكراً وهو عند ارتفاع النهار الأعلى . في قوله { وهم يلعبون } يحتمل التشاغل بما لا يجدي عليهم من أمور الدنيا فهي لهو ولعب ، ويحتمل خوضهم في كفرهم لأن ذلك كاللعب في أنه يضر ولا ينفع . ومكر الله كما تقدم في آل عمران عذاب بعد الاستدراج أو سمي جزاء المكر مكراً . وعن الربيع بن خثيم أن ابنته قالت له : ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام ؟ قال : يا بنتاه إن أباك يخاف البيات يعني المذكور في الآية . اللهم اجعلنا من الخائفين العاقلين لا من الآمنين الغافلين .

/خ102