السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا} (27)

ولما خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعظيم والأمر والنهي عدل سبحانه إلى شرح أحوال الكفار والمتمردّين فقال تعالى : { إنّ هؤلاء } أي : الذين يغفلون عن الله من الكفار والمتمردّين { يحبون } أي : محبة تجدّد عندهم زيادتها في كل وقت { العاجلة } لقصور نظرهم وجمودهم على المحسوسات التي الإقبال عليها منشأ البلادة والقصور ومعدن الأمراض للقلوب التي في الصدور ، ومن تعاطى أسباب الأمراض مرض وسمي كفوراً ، ومن تعاطى ضدّ ذلك شفي وسمي شاكراً .

{ ويذرون } أي : ويتركون { وراءهم } أي : قدّامهم على وجه الإحاطة بهم وهم عنه معرضون كما يعرض الإنسان عما وراءه أو خلف ظهورهم لا يعبؤون به وقوله تعالى : { يوماً } مفعول يذرون لا ظرف وقوله تعالى : { ثقيلاً } وصف له استعير له الثقل لشدّته وهو له من الشيء الثقيل الباهظ لحامله ونحوه ثقلت في السماوات والأرض .