فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا} (27)

{ إِنَّ هؤلاء يُحِبُّونَ العاجلة } يعني : كفار مكة ومن هو موافق لهم . والمعنى : أنهم يحبون الدار العاجلة ، وهي دار الدنيا ، { وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } أي يتركون ويدعون وراءهم : أي خلفهم أو بين أيديهم وأمامهم يوماً شديداً عسيراً ، وهو يوم القيامة ، وسمي ثقيلاً لما فيه من الشدائد والأهوال . ومعنى كونه يذرونه وراءهم : أنهم لا يستعدّون له ، ولا يعبئون به ، فهم كمن ينبذ الشيء وراء ظهره تهاوناً به واستخفافاً بشأنه ، وإن كانوا في الحقيقة مستقبلين له وهو أمامهم .