إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ} (8)

{ ثُمَّ لَتُسْألُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم } أيْ عنِ النعيمِ الذي ألهاكُم الالتذاذُ بهِ عنِ الدينِ وتكاليفِه ، فإنَّ الخطابَ مخصوصٌ بمنْ عكفَ همتَهُ عَلى استيفاءِ اللذاتِ ، وَلَمْ يعشْ إلاَّ ليأكلَ الطيبَ ، ويلبسَ اللينَ ، ويقطعَ أوقاتَهُ باللهوِ والطَّرَبِ ، لاَ يعبأُ بالعلمِ وَالعملِ ، ولا يحملُ نفسَهُ مشاقهما ، فأمَّا منْ تمتعَ بنعمةِ الله تعالَى ، وتقوَّى بَها عَلى طاعتِهِ ، وكانَ ناهضاً بالشكرِ ، فهُوَ منْ ذلكَ بمعزلٍ بعيدٍ . وَقيلَ : الآيةُ مخصوصةٌ بالكفارِ .

ختام السورة:

عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قرأَ سورةَ التكاثرِ لَمْ يحاسبْهُ الله تعالَى بالنعيمِ الذي أنعمَ بهِ عليهِ في دارِ الدُّنيا ، وأُعطيَ منَ الأجرِ كَأنما قرأَ ألفَ آيةٍ » .