إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمۡ وَحُسۡنُ مَـَٔابٖ} (29)

{ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } بدلٌ من القلوب على حذف المضافِ بدلَ الكلِّ حسبما رُمز إليه أي قلوبُ الذين آمنوا ، وفيه إيماءٌ إلى أن الإنسان إنما هو القلبُ ، أو مبتدأٌ خبرُه الجملة الدعائيةُ على التأويل أعني قوله : { طوبى لَهُمْ } أو خبرُ مبتدأ مضمر ، أو نُصب على المدح فطوبى لهم حالٌ عاملُها الفعلان وطوبى مصدرٌ من طاب كبُشرى وزُلفى ، والواوُ منقلبةٌ من الياء كموقن وموسر وقرأ مكوزة الأعرابي طيبى لتسلم الياء ، والمعنى أصابوا خيراً ومحلُّها النصبُ كسلاماً لك أو الرفعُ على الابتداء وإن كانت نكرةً لكونها في معنى الدعاء كسلامٌ عليك ، يدل على ذلك القراءة في قوله تعالى : { وَحُسْنُ مَآبٍ } بالنصب والرفع واللامُ في لهم للبيان مثلها في سُقياً لك .