ثم قال تعالى : { الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئاب }[ 29 ] المعنى : الذين صدقوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وعملوا الأعمال الصالحات { طوبى لهم } : أي : نعم ما لهم . قاله عكرمة {[36311]} .
وقيل : معناه {[36312]} : غبطة {[36313]} لهم . قاله الضحاك {[36314]} .
وقال ابن عباس : فرح لهم ، وقرة عين {[36315]} .
وقال قتادة : معناه : ( حسنى لهم ، وهي كلمة من كلام العرب ) {[36316]} .
وقيل : المعنى : أصابوا خيرا : تقول العرب للرجل : ( طوبى لك ) أي : أصبت خيرا {[36317]} . وقال النخعي : { طوبى لهم } أي : خيرا {[36318]} لهم {[36319]} .
وقيل : هي {[36320]} اسم من أسماء الجنة . فالمعنى : الجنة لهم ، روي ذلك عن ابن عباس ، قال : طوبى لهم : اسم الجنة بالحبشية {[36321]} .
وروي عنه أيضا : طوبة لهم : هي {[36322]} اسم أرض الجنة بالحبشية {[36323]} .
وقيل : طوبى لهم : اسم الجنة بالهندي[ ة ] {[36324]} {[36325]} .
وعن عكرمة أيضا : طوبى لهم : الجنة لهم {[36326]} .
وعن ابن عباس : إنما طوبى لهم : اسم {[36327]} شجرة في الجنة {[36328]} .
وقال شهر بن حوشب : طوبى لهم شجرة في الجنة ، أغصانها من وراء سور الجنة {[36329]} .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم {[36330]} : أنها شجرة في الجنة {[36331]} .
( وسئل عليه السلام : ما طوبى . فقال : شجرة في الجنة ، مسيرها {[36332]} مائة سنة ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ، غرسها الله ، عز وجل {[36333]} بيده ، ونفخ فيها من روحه . تنبت الحلي والحلل ، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة ) {[36334]} .
ومعنى : { وحسن {[36335]} مئاب }[ 29 ] حسن منقلب {[36336]} ومرجع .
وقال أبو أمامة الباهلي {[36337]} : طوبى : شجرة في الجنة ليس منها دار إلا وفيها غصن منها ، ولا طير حسن إلا هو {[36338]} فيها ( ولا ثمر إلا وهي {[36339]} فيها ) {[36340]} {[36341]} وموضع ( طوبى ) : رفع بالابتداء ، و{ لهم } : الخبر ، ودل على أنها {[36342]} في موضع رفع قوله : { وحسن مئاب } بالرفع بلا اختلاف بين القراء {[36343]} ، وهي ( فُعْلَى ) ، من ( أطيب ) {[36344]} فالواو منقلبة عن ياء لضمه {[36345]} بالفعل ، وأصلها {[36346]} ( طيبى ) على ( فعلى ) . لكن لما كانت اسما {[36347]} غير صفة ، ردت إلى فعل( ى ) {[36348]} ، لخفة الأسماء ، فانقلبت الياء واوا لانضمام {[36349]} الأول .
ألا ترى أن ضمير {[36350]} أصل الياء فيها واو ، وأصلها ( فعلى ) ( على ) {[36351]} صور . ولكن لما كانت صفة ، ردت إلى الياء للخفة ، وثقل الصفة . ودل على أنها فعل( ى ) {[36352]} أن( ه ) {[36353]} ليس في الصفات ( فعلى ) {[36354]} : وهي في الآية صفة ( لقسمة ) {[36355]} . فعلم أن أصلها فعل( ى ) {[36356]} ، فجاز أن تقع {[36357]} فعل( ى ) {[36358]} صفة ، لأنه يقدر فيها أصلها ، وهو فعلى ، ولولا ذلك ما جاءت فعل( ى ) {[36359]} صفة {[36360]} .
وحَسُنَ رَدُّها إلى فُعلى {[36361]} لما ذكرناه {[36362]} من ثقل {[36363]} الصفة ، فخففت بردها إلى الياء ، لان الياء أخف من الواو {[36364]} .
وكذلك ردت طوبى إلى الواو . ولأنها اسم ، والاسم أخف ن الصفة ، فسهل نقله إلى الواو ، وإن كانت الواو أثقل من الياء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.