إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسۡتَ مُرۡسَلٗاۚ قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ} (43)

{ وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً } قيل : قاله رؤساءُ اليهود ، وصيغةُ الاستقبال لاستحضار صورةِ كلمتهم الشنعاءِ تعجيباً منها أو للدِلالة على تجدد ذلك واستمرارِه منهم { قُلْ كفى بالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } فإنه قد أظهر على رسالتي من الحجج القاطعةِ والبينات الساطعةِ ما فيه مندوحةٌ عن شهادة شاهد آخرَ { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب } أي علمُ القرآنِ وما عليه من النظم المعجز أو مَن هو مِن علماء أهلِ الكتاب الذين أسلموا لأنهم يشهدون بنعته عليه الصلاة والسلام في كتبهم ، والآية مدنيةٌ بالاتفاق أو مَنْ عنده علم اللوحِ المحفوظ وهو الله سبحانه أي كفى به شاهداً بيننا بالذي يستحق العبادةَ فإنه قد شحَن كتابه بالدعوة إلى عبادته وأيدني بأنواع التأييدِ ، وبالذي يختص بعلم ما في اللوح من الأشياء الكائنةِ الثابتةِ التي من جملتها رسالتي ، وقرئ من عندِه بالكسر و ( علمُ الكتاب ) على الأول مرتفع بالظرف المعتمد على الموصول ، أو مبتدأٌ خبرُه الظرف وهو متعين على الثاني ، ومِن عنده عُلِمَ الكتابُ بالكسر وبناء المفعول ورفع الكتاب .

ختام السورة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة الرعد أعطيَ من الأجر عشرَ حسناتٍ بوزن كل سحابٍ مضى وكلِّ سحابٍ يكون إلى يوم القيامة وبُعث يوم القيامة من المُوفين بعهد الله عز وجل » والله أعلم بالصواب .