{ مَّنْ عَمِلَ صالحا } ، أي : عملاً صالحاً أيَّ عملٍ كان ، وهذا شروعٌ في تحريض كافةِ المؤمنين على كل عملٍ صالح غِبَّ ترغيبِ طائفةٍ منهم في الثبات على ما هم عليه من عمل صالحٍ مخصوصٍ ، دفعاً لتوهم اختصاصِ الأجر الموفورِ بهم وبعملهم المذكور ، وقوله تعالى : { مّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى } ، مبالغةٌ في بيان شمولِه للكل . { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ، قيّده به إذ لا اعتدادَ بأعمال الكفرة في استحقاق الثواب أو تخفيفِ العذاب ؛ لقوله تعالى : { وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً } ، وإيثارُ إيرادِه بالجملة الاسميةِ الحالية على نظمه في سلك الصلةِ ؛ لإفادة وجوبِ دوامه ومقارنتِه للعمل الصالح . { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حياة طَيّبَةً } ، أما إن كان موسراً فظاهرٌ ، وأما إن كان معسِراً فيطيب عيشُه بالقناعة والرضى بالقسمة ، وتوقعِ الأجرِ العظيم كالصائم يطيب نهارُه بملاحظة نعيمِ ليلِه . بخلاف الفاجر ، فإنه إن كان معسراً فظاهرٌ ، وإن كان موسراً فلا يدعه الحِرصُ وخوفُ الفوات أن يتهنأ بعيشه . { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ } ، في الآخرة { أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ، حسبما نفعل بالصابرين فليس فيه شائبةُ تكرار ، والجمعُ في الضمائر العائدةِ إلى الموصول لمراعاة جانبِ المعنى ، كما أن الإفراد فيما سلف لرعاية جانب اللفظ ، وإيثار ذلك على العكس ؛ لِما أن وقوعَ الجزاءِ بطريق الاجتماعِ المناسبِ للجمعية ، ووقوعَ ما في حيز الصلةِ ، وما يترتب عليه بطريق الافتراقِ والتعاقُب الملائمِ للإفراد ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.