{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ } ، أي : إذا أنزلنا آيةً من القرآن مكان آية منه ، وجعلناها بدلاً منها بأن نسخناها بها . { والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ } ، أولاً وآخِراً ، وبأن كلاًّ من ذلك ما نزلت حيثما نزلت إلا حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ، فإن كل وقت له مقتضًى غيرُ مقتضى الآخَر ، فكم من مصلحة في وقت تنقلب في وقت آخرَ مفسدةً وبالعكس ، لانقلاب الأمورِ الداعية إلى ذلك ، وما الشرائعُ إلا مصالحُ للعباد في المعاش والمعاد ، تدور حسبما تدور المصالحُ ، والجملةُ إما معترضةٌ لتوبيخ الكفرةِ والتنبيهِ على فساد رأيهم ، وفي الالتفات إلى الغَيبة مع إسناد الخبرِ إلى الاسم الجليلِ المستجمِع للصفات ما لا يخفى من تربية المهابةِ وتحقيقِ معنى الاعتراض ، أو حالية ، وقرئ بالتخفيف ، من الإنزال . { قَالُواْ } ، أي : الكفرة الجاهلون بحكمة النسخ . { إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ } ، أي : متقوّلٌ على الله تعالى ، تأمر بشيء ، ثم يبدو لك فتنهى عنه ، وحكايةُ هذا القول عنهم هاهنا للإيذان بأن ذلك كَفْرةٌ ناشئةٌ من نزغات الشيطان ، وأنه وليُّهم . { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، أي : لا يعلمون شيئاً أصلاً ، أو لا يعلمون أن في النسخ حِكَماً بالغةً ، وإسنادُ هذا الحكمِ إلى الأكثر ؛ لما أن منهم مَنْ يعلم ذلك ، وإنما ينكره عِناداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.