وإذ قد انتهى الأمرُ إلى أن مدار الجزاءِ المذكورِ وهو صلاحُ العمل وحسنُه ، رُتّب عليه بإلغاء الإرشاد إلى ما به يحسُن العمل الصالح ، ويخلُص عن شَوب الفساد فقيل : { فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } .
{ فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن } ، أي : إذا أردت قراءتَه ، عبّر بها عن إرادتها على طريقة إطلاقِ اسم المسبّب على السبب ، إيذاناً بأن المرادَ هي الإرادةُ المتصلةُ بالقراءة . { فاستعذ بالله } ، فاسأله عز جارُه أن يعيذك { مِنَ الشيطان الرجيم } ، من وساوسه وخطَراتِه كيلا يوسوسَك عند القراءة ، فإن له هَمّةً بذلك ، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نبيّ إِلاَّ إِذَا تمنى أَلْقَى الشيطان في أُمْنِيَّتِهِ } الآية ، وتوجيهُ الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتخصيصُ قراءة القرآن من بين الأعمال الصالحة بالاستعاذة عند إرادتها ؛ للتنبيه على أنها لغيره عليه الصلاة والسلام وفي سائر الأعمال الصالحةِ أهمّ ، فإنه عليه السلام حيث أُمر بها عند قراءةِ القرآن الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه ، فما ظنكم بمن عداه عليه السلام وفيما عدا القراءةَ من الأعمال ، والأمرُ للندب وهذا مذهبُ الجمهور ، وعند عطاءٍ للوجوب ، وقد أخذ بظاهر النظمِ الكريم فاستعاذ عَقيبَ القراءة أبو هريرة رضي الله عنه ومالكٌ وابنُ سيرينَ وداودُ وحمزةُ من القراء ، وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه : قرأتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ، فقال عليه السلام : « قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هكذا أقرأنيه جبريلُ عليه السلام عن القلم عن اللوح المحفوظ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.