قوله{[38408]} : «وَجَحَدُوا بِهَا » أي : أنكروا الآيات ، ولم يقروا أنها من عند الله{[38409]} .
قوله : «وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ » يجوز أن تكون هذه الجملة معطوفة على الجملة قبلها ، ويجوز أن تكون حالاً من فاعل «جَحدُوا »{[38410]} ، وهو أبلغ في الذم ، واستفعل هنا بمعنى «تَفَعَّلَ » ، نحو : استعظم واستكبر ، والمعنى : أنهم علموا أنها من عند الله ، وفائدة ذكر الأنفس أنهم جحدوا بألسنتهم{[38411]} واستيقنوها في قلوبهم وضمائرهم ، والاستيقان أبلغ من الإيقان{[38412]} .
قوله : «ظُلْماً وَعُلُواً » يجوز أن يكونا في موضع الحال ، أي : ظالمين عالين ، وأن يكونا مفعولاً من أجلهما{[38413]} ، أي : الحامل على ذلك الظلم والعلو .
وقرأ عبد الله وابن وثاب والأعمش وطلحة : «وَعِليّاً » بكسر العين واللام وقلب الواو ياء{[38414]} ، وتقدم تحقيقه في «عِتِيّاً » في مريم{[38415]} ، وروي عن الأعمش وابن وثاب ضم العين كما في «عِتيّاً »{[38416]} .
وقرئ : «وَغُلُوّاً » بالغين المعجمة{[38417]} ، وهو قريب من هذا المعنى ، وأي ظلم أفحش من ظلم من استيقن أنها آيات بينة من عند الله ثم كابر بتسميتها سحراً بيناً{[38418]} ؟ .
والعلو : الترفع عن{[38419]} الإيمان ، والشرك وعدم الإيمان بما جاء به موسى{[38420]} ، كقوله : { فاستكبروا وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } [ المؤمنون : 46 ] .
{ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المفسدين } . قوله : { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } «كَيْفَ » خبر مقدم ، و «عَاقِبَةُ » اسمها{[38421]} ، والجملة في محل نصب على إسقاط الخافض لأنها معلقة ل «انْظُرْ » بمعنى تَفَكَّرْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.