فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (14)

{ وَجَحَدُواْ بِهَا واستيقنتها أَنفُسُهُمْ } أي كذبوا بها حال كون أنفسهم مستيقنة لها فالواو للحال ، وانتصاب { ظُلْماً وَعُلُوّاً } على الحال : أي ظالمين عالين ، ويجوز أن ينتصبا على العلة : أي الحامل لهم على ذلك الظلم والعلوّ ، ويجوز أن يكونا نعت مصدر محذوف أي جحدوا بها جحوداً ظلماً وعلوًّا . قال أبو عبيدة : والباء في { وجحدوا بها } زائدة ، أي وجحدوها . قال الزجاج : التقدير : وجحدوا بها ظلماً وعلوًّا ، أي شركاً وتكبراً عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى ، وهم يعلمون أنها من عند الله { فانظر } يا محمد { كَيْفَ كَانَ عاقبة المفسدين } أي تفكر في ذلك ، فإن فيه معتبراً للمعتبرين . وقد كان عاقبة أمرهم الإغراق لهم في البحر على تلك الصفة الهائلة .

/خ14