الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (14)

قوله : { وَاسْتَيْقَنَتْهَآ } : يجوزُ أَنْ تكونَ هذه الجملةُ معطوفةً على الجملةِ قبلَها . ويجوزُ أَنْ تكونَ حالاً مِنْ فاعلِ " جَحَدُوا " وهو أبلغُ في الذَّمِّ . واسْتَفْعل هنا بمعنى تَفَعَّل نحو : اسْتَعظم واسْتَكْبر ، بمعنى : تَعَظَّم وتَكَبَّر .

قوله : { ظُلْماً وَعُلُوّاً } يجوزُ أَنْ يكونا في موضعِ الحالِ أي : ظالِمين عالِين ، وأَنْ يكونا مفعولاً مِنْ أجلِهما أي : الحامِلُ على ذلك الظُّلْمُ والعُلُوُّ . وقرأ عبد الله وابن وثاب والأعمش وطلحة " وعِليَّاً " بكسر العينِ واللامِ ، وقَلْبِ الواوِ ياءً . وقد تقدَّم تحقيقُه في " عِتيَّا " في مريم . ورُوي عن الأعمش وابن وثاب ضمُّ العين كما في " عِتيّا " . وقرىء و " غُلُوَّاً " بالغينِ مُعَجَمَةً ، وهو قريبٌ من هذا المعنى .

قوله : { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } " كيف " خبرٌ مقدمٌ " وعاقبةُ " اسمُها ، والجملةُ في محلِّ نصبٍ على إسقاطِ الخافضِ ؛ لأنها مُعَلِّقةٌ ل " انْظُرْ " بمعنى تَفَكَّرْ .