إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{هُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (2)

{ هُدًى وبشرى لِلْمُؤْمِنِينَ } في حيزِ النصبِ على الحاليةِ من الآياتِ على أنَّهما مصدرانِ أُقيما مُقامَ الفاعلِ للمبالغةِ كأنَّهما نفسُ الهُدَى والبشارةِ ، والعاملُ معنى الإشارة أي هاديةً ومبشِّرةً أثر الرَّفعُ على أنَّهما بدلانِ من الآياتِ أو خبرانِ آخرانِ لتلك أو لمبتدأٍ محذوفٍ . ومعنى هدايتها لهم وهمُ مهتدون أنَّها تزيدُهم هُدى . قالَ تعالى : { فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون } [ سورة التوبة ، الآية124 ] وأمَّا معنى تبشيرِها إيَّاهُم فظاهرٌ لأنَّها تبشِّرهم برحمةٍ من الله ورضوان وجنَّاتٍ لهم فيها نعيمٌ مقيمٌ .