السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{هُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (2)

وقوله تعالى : { هدى وبشرى } يجوز أن يكونا منصوبين على المصدر بفعل مقدّر من لفظهما ، أي : يهدي هدىً ويبشر بشرى ، وأن يكونا في موضع الحال من آيات والعامل فيهما ما في تلك من معنى الإشارة ، وأن يكونا خبراً بعد خبر ، وأن يكونا خبري مبتدأ مضمر ، أي : هو هدى من الضلالة وبشرى { للمؤمنين } أي : المصدّقين به بالجنة كقوله تعالى : { فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً } ( النساء : 175 ) ولهذا خص به المؤمنين ، وقيل المراد بالهدى الدلالة ، وإنما خصه بالمؤمنين لأنه ذكر مع الهدى البشرى ، والبشرى إنما تكون للمؤمنين ، أو لأنهم تمسكوا به كقوله تعالى : { إنما أنت منذر من يخشاها } ( النازعات : 45 ) أو لأنه يزيد في هداهم كقوله تعالى : { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } ( مريم : 76 ) .