إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَدۡخِلۡ يَدَكَ فِي جَيۡبِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٖۖ فِي تِسۡعِ ءَايَٰتٍ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَقَوۡمِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (12)

{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } لأنَّه كان مدرعةَ صوفٍ لا كم لها وقيل : الجيبُ القميصُ لأنَّه يُجاب أي يُقطع { تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوء } أي آفة كبَرَصٍ ونحوه { فِي تِسْعِ آيَاتٍ } في جُملتها أو معها على أنَّ التِّسعَ هي الفَلْقُ والطُّوفان والجرادُ والقُمَّلُ والضَّفادعُ والدَّمُ والطَّمسةُ والجَدبُ في بواديهم والنُّقصان في مزارعِهم ولمن عدَّ العصَا واليدَ من التسعِ أن يعدَّ الأخيرين واحداً ولا يعدُّ الفَلْق منها لأنه لم يُبعث به إلى فرعونَ أو اذهب في تسع آيات على أنه استئنافٌ بالإرسالِ فيتعلَّق به { إلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ } وعلى الأولين يتعلَّق بنحو مبعوثاً أو مرسلاً { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فاسقين } تعليل للإرسالِ أي خارجين عن الحدود في الكفرِ والعُدوان .