اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (2)

قوله : «هُدًى وبُشْرَى » يجوز فيهما أوجه :

أحدها : أن يكونا منصوبين على المصدر{[38153]} بفعل مقدر من لفظهما ، أي : يهدي هدى ، ويبشر بشرى{[38154]} .

الثاني : أن يكونا في موضع الحال من «آيَات » والعامل{[38155]} فيها ما في «تِلْكَ » من معنى الإشارة{[38156]} .

الثالث : أن يكونا في موضع الحال من «القُرْآن » وفيه ضعف ، ومن حيث كونه مضافاً إليه{[38157]} .

الرابع : أن يكونا{[38158]} حالاً من «كِتَاب » ، في قراءة من رفعه ، ويضعف في قراءة من جره ، لما تقدم من كونه{[38159]} في حكم المضاف إليه ، لعطفه عليه{[38160]} .

الخامس : أنَّهما حالان من الضمير المستتر في «مبين » سواء رفعته ( أم جررته{[38161]} ){[38162]} .

السادس : أن يكونا بدلين من «آيَاتُ »{[38163]} .

السابع : أن يكونا خبراً بعد خبر{[38164]} .

الثامن : أن يكونا خبري ابتداء مضمر ، أي : ( هي ){[38165]} هُدًى وبُشْرَى للمؤمنين{[38166]} .

فصل :

المراد يهديهم{[38167]} إلى الجنة وبشرى لهم ، كقوله تعالى : ( { فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ ){[38168]} منهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }{[38169]} ، ولهذا{[38170]} خص به المؤمنين{[38171]} ، وقيل : المراد بالهدى : الدلالة ، وإنما خصه بالمؤمنين ، لأنه ذكر مع الهدى البشرى ، والبشرى إنما تكون للمؤمنين أو لأنهم تمسكوا به ، كقوله :

{ إنما أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا } [ النازعات : 45 ] ، أو أنه يزيد{[38172]} في هداهم ، كقوله تعالى : { وَيَزِيدُ الله الذين اهتدوا هُدًى }{[38173]} [ مريم : 76 ] .


[38153]:انظر البحر المحيط 7/53.
[38154]:في ب: أي: هدى وبشرى بشرى.
[38155]:في ب: فالعامل.
[38156]:انظر الكشاف 3/132، التبيان 2/1003.
[38157]:انظر التبيان 2/1003.
[38158]:في النسختين: يكون. والصواب ما أثبته.
[38159]:من كونه: سقط من ب.
[38160]:انظر التبيان 2/1003.
[38161]:المرجع السابق.
[38162]:ما بين القوسين في ب: أم جرته. وهو تحريف.
[38163]:انظر الكشاف 3/132.
[38164]:المرجع السابق، البيان 2/218، التبيان 2/1003.
[38165]:هي: تكملة ليست في المخطوط.
[38166]:انظر الكشاف 3/132، البيان 2/218 وفيه: هو هدى، التبيان 2/1003.
[38167]:في ب: يهد لهم.
[38168]:ما بين القوسين في النسختين: يبشرهم ربهم برحمة.
[38169]:[النساء: 175].
[38170]:في ب: وهذا.
[38171]:انظر الفخر الرازي 24/177.
[38172]:في ب: مزيد.
[38173]:انظر الفخر الرازي 24/177-178.