إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسۡتَوَىٰٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (14)

{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } أي المبلغَ الذي لا يزيدُ عليه نشؤُه وذلك من ثلاثينَ إلى أربعينَ سنة فإنَّ العقلَ يكملُ حينئذٍ . ورُوي أنَّه لم يُبعثْ نبيٌّ إلا على رأسِ الأربعينَ { واستوى } أي اعتدلَ قدُّه أو عقلُه { آتَيْنَاهُ حُكْمًا } أي نبوَّةً { وَعِلْماً } بالدِّينِ أو علمَ الحُكماءِ والعُلماءِ وسمتَهم قبل استنبائِه فلا يقولُ ولا يفعلُ ما يُستجهلُ فيهِ وهو أوفقُ لنظْمِ القصَّةِ لأنَّه تعالى استنبأهُ بعد الهجرةِ في المُراجعةِ { وكذلك } ومثلَ ذلكَ الذي فعلنَا بمُوسى وأمِّه { نَجْزِي المحسنين } على إحسانِهم .