ثم بين سبحانه كمال عنايته في حقه كما بين في قصة يوسف قائلاً : { ولما بلغ أشده } وزاد ههنا قوله { واستوى } فقيل : بلوغ الأشد والاستواء بمعنى واحد . والأصح أنهما متغايران . والأشد عبارة عن البلوغ ، والاستواء إشارة إلى كمال الخلقة . وعن ابن عباس : الأشد ما بين الثمانية عشر إلى ثلاثين ، والاستواء من الثلاثين إلى الأربعين . وهو عند الأطباء سن الوقوف . فلعل يوسف أعطى النبوة في سن النمو وأعطى موسى إياها في سن الوقوف . والعلم التوراة ، والحكم السنة ، وحكمة الأنبياء سنتهم - قيل : ليس في الآية دلالة على أن هذه النبوة كانت قبل قتل القبطي أو بعده لأن الواو في قوله { ودخل المدينة } لا تفيد الترتيب . قلت : يشبه أن يستدل على أن النبوة كانت بعد قتل القبطي بأنها كانت بعد تزوجه بنت شعيب ، والتزوج كان بعد فراره منهم إلى مدين كما قرره تعالى في هذه السورة . وقد أجمل ذلك في الشعراء حيث قال حكاية عن موسى { فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً } [ الشعراء : 2021 ] وعلى هذا يمكن أن يراد بالواو الترتيب ويكون المعنى : آتيناه سيرة الحكماء والعلماء قبل البعث فكان لا يفعل فعلاً يستجهل فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.