إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالٗا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (13)

{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } بيانٌ لما يستتبعه قولُهم ذلك في الآخرةِ من المضرة لأنفسِهم بعد بيانِ عدم منفعتِه لمخاطبيهم أصلاً ، والتَّعبيرُ عن الخطايا بالأثقالِ للإيذانِ بغابة ثقلِها وكونِها فادحةً . واللامُ جوابّ قَسَمٍ مضمرٍ ، أي وبالله ليحملنَّ أثقالَ أنفسِهم كاملةً { وَأَثْقَالاً } أُخرَ { مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } لمَّا تسببُوا بالإضلالِ ، والحملُ على الكفرِ والمَعاصي من غيرِ أنْ ينتقص من أثقالِ من أضلُّوه شيءٌ ما أصلاً { وليسألن يوم القيامة } سؤالَ تقريعٍ وتبكيتٍ { عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي يختلقونَه في الدُّنيا من الأكاذيبِ والأباطيلِ التي من جملتها كذبُهم هذا .