فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالٗا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (13)

{ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم } فهو أن النفي راجع إلى الحمل الذي يخفف عن صاحبه بسببه ، والإثبات يرجع إلى أنهم يحملون وزر الإضلال ووزر الضلال ، مع أن أتباعهم حاملون وزر الضلال ، كما قال عليه الصلاة والسلام : " من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من وزره شيء " قال : { وليسألن } سؤال تقريع{ يوم القيامة عما كانوا يفترون } من أنه لا حشر ، وعلى تقدير وجوده يحملون خطايا التابعين{[3175]}[ وقول الحسن : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هدى فاتبع عليه وعمل به فله مثل أجور من اتبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليها وعمل بها بعده فعليه مثل أوزار من عمل بها ممن اتبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا ، ثم قرأ الحسن : { وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم } ، قلت : هذا مرسل ، وهو معنى حديث أبي هريرة أخرجه مسلم ، ونص حديث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن له مثل أوزار من اتبعه ولا ينقص من أوزارهم شيئا وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه ولا ينقص من أجورهم شيئا " أخرجه ابن ماجة في السنن ]{[3176]} .


[3175]:ما بين العارضتين مما أورد النيسابوري.
[3176]:ما بين العلامتين[ ] أورده القرطبي جـ 13ص 331، 332.