الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالٗا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (13)

{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } أوزار أنفسهم وأثقال من أضلوا وصدوا عن سبيل الله { وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } نظيرها و{ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } [ النحل : 25 ] الآية .

روي عوف ، عن الحسن أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه وعمل به فله مثل أجور الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً وأيما داع دعا إلى ضلالة ، فاتبع عليها وعمل بها فعليه مثل أوزار الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً " ثم قرأ الحسن { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } .

أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن عبد الرحمن بن هلال العنسي ، عن جرير قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحثّنا على الصدقة ، فأبطأ الناس حتى رُئي في وجهه الغضب ، ثم إنّ رجلا من الأنصار قام فجاء بصرّة وأعطاها ، فتتابع الناس ، فأعطوا حتى رُئي في وجهه السرور ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة حسنة كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ سنة سيّئة كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " .

{ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }