السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالٗا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (13)

فإن قيل قال الله تعالى : { وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء } ثم قال الله تعالى : { وليحملنّ } أي : الكفرة { أثقالهم } أي : أثقال ما اقترفته أنفسهم { وأثقالاً مع أثقالهم } أي : أثقالاً بقولهم للمؤمنين : اتبعوا سبيلنا وبإضلالهم مقلديهم فكيف الجمع بينهما ؟ أجيب : بأن قول القائل حمل فلان عن فلان يريد أن حمل فلان خف فإن لم يخف حمله فلا يكون قد حمل منه شيئاً فقوله تعالى : { وما هم بحاملين من خطاياهم } يعني : لا يرفعون عنهم خطيئة بل يحملون أوزار أنفسهم وأوزاراً بسبب إضلالهم كقوله صلى الله عليه وسلم : «من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من وزره شيء » وقال تعالى في آية أخرى : { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم } ( النحل ، 25 ) من غير أن ينقص من أوزار من تبعهم شيء { وليسألن يوم القيامة } أي : سؤال توبيخ وتقريع { عما كانوا يفترون } أي : يختلقون من الأكاذيب والأباطيل ، واللام في الفعلين لام قسم وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع .