فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالٗا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (13)

{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } أي أوزارهم التي عملوها ، والتعبير عنها بالأثقال للإيذان بأنها ذنوب عظيمة { وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } أي أوزاراً مع أوزارهم . وهي : أوزار من أضلوهم ، وأخرجوهم عن الهدى إلى الضلالة ، ومثله قوله سبحانه : { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القيامة وَمِنْ أَوْزَارِ الذين يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } [ النحل : 25 ] ومثله قوله صلى الله عليه وسلم : «من سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها » كما في حديث أبي هريرة الثابت في صحيح مسلم وغيره { وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ القيامة } تقريعاً وتوبيخاً { عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي يختلقونه من الأكاذيب التي كانوا يأتون بها في الدنيا . وقال مقاتل : يعني قولهم : نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله .

/خ13