إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنٗا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنۡ حَوۡلِهِمۡۚ أَفَبِٱلۡبَٰطِلِ يُؤۡمِنُونَ وَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَكۡفُرُونَ} (67)

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أي ألم ينظرُوا ولم يشاهدُوا { إِنَّا جَعَلْنَا } أي بلدَهم { حَرَماً آمِناً } مصُوناً من النَّهبِ والتَّعدِّي سالماً أهلُه من كلِّ سوءٍ { وَيُتَخَطَّفُ الناس مِنْ حَوْلِهِمْ } أي والحالُ أنَّهم يُختلسون من حولِهم قتلاً وسبياً إذ كانتِ العربُ حولَه في تغاورٍ وتناهُبٍ { أفبالباطل يُؤْمِنُونَ } أي أبعد ظهورِ الحقِّ الذي لا ريبَ فيه بالباطلِ خاصَّة يُؤمنون دُون الحقِّ { وَبِنِعْمَةِ الله يَكْفُرُونَ } وهي المستوجبةُ للشُّكرِ حيثُ يُشركون به غيرَهُ . وتقديمُ الصِّلةِ في الموضعينِ لإظهارِ كمالِ شناعةِ ما فعلُوا