{ تُولِجُ الليل فِي النهار } أي تُدخِله فيه بتعقيبه إياه أو بنقص الأول وزيادةِ الثاني { وَتُولِجُ النهار فِي الليل } على أحد الوجهين { وَتُخْرِجُ الحي مِنَ الميت } أي تنشئ الحيواناتِ من موادها أو من النطفة ، وقيل : تخرِجُ المؤمنَ من الكافر { وَتُخْرِجُ الميت مِنَ الحي } أي تخرج النطفة من الحيوان وقيل : تخرج الكافر من المؤمن { وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ } قال أبو العباس المَقَّرِي : ورد لفظُ الحساب في القرآن على ثلاثة أوجهٍ بمعنى التعب قال تعالى : { وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ آل عمرن ، الآية 27 ] وبمعنى العدد قال تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر ، الآية 10 ] وبمعنى المطالبة قال تعالى : { فامنن أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ ص ، الآية 39 ] والباء متعلقة بمحذوف وقع حالاً من فاعل ترزق أو من مفعوله وفيه دَلالةٌ على أن من قدَر على أمثال هاتيك الأفاعيلِ العظامِ المحيِّرة للعقول والأفهام فقُدرته على أن ينزعَ الملكَ من العجم ويُذِلهم ويُؤتيَه العربَ ويُعِزَّهم أهونُ من كل هيّن . عن علي رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن فاتحة الكتاب وآيةَ الكرسيِّ وآيتين من آل عمران شهد الله أنه { لاَ إله إِلاَّ هُوَ } [ آل عمران ، الآية 17 ] إلى قوله تعالى : { إِنَّ الدّينَ عِندَ الله الإسلام } [ آل عمران ، الآية 18 ] و { قُلِ اللهم مالك الملك } إلى قوله : { بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ آل عمران ، الآية 26 ، 27 ] معلقاتٌ ما بينهن وبين الله تعالى حجابٌ » ، قلن : يا رب تُهبِطُنا إلى أرضك وإلى من يعصيك ؟ قال الله تعالى : « إني حلفت أنه لا يقرؤكُنّ أحدٌ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ إلا جعلتُ الجنّةَ مثواه على ما كان منه وأسكنتُه في حظيرة القدس ، ونظرت بعيني كل يوم سبعين مرةً وقضيتُ له سبعين حاجة أدناها المغفرة ، وأعذتُه من كل عدو وحاسدٍ ، ونصرتُه عليهم » وفي بعض الكتب : « أنا الله ملكُ الملوك ، قلوبُ الملوكِ ونواصِيهم بيدي فإنِ العبادُ أطاعوني جعلتهم لهم رحمة وإنِ العبادُ عصَوْني جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسبِّ الملوك ولكن توبوا إليَّ أُعطِّفْهم عليكم » . وهو معنى قوله عليه السلام : « كَما تَكُونُوا يُولَّ عَلَيْكُم » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.