إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ} (33)

{ والذي جَاء بالصدق وَصَدَّقَ بِهِ } الموصولُ عبارةٌ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ومَن تبعه كما أنَّ المرادَ في قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [ سورة المؤمنون ، الآية49 ] هو عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وقومه ، وقيل عن الجنس المُتناول للرُّسلِ والمؤمنين بهم . ويؤيِّدُه قراءةُ ابن مسعودِ رضي الله عنه : «والذين جَاءُوا بالصَّدقِ وصدَّقُوا به » وقيل : هو صفة لموصوفٍ محذوف هو الفَوجُ والفَرِيقُ { أولئك } الموصُوفون لما ذُكر من المجيء بالصَّدقِ والتصديق به { هُمُ المتقون } المنعوتُون بالتَّقوى التي هي أجلُّ الرَّغائبِ . وقرئ وصدَق به بالتَّخفيفِ ، أي صدَقَ بهِ النّاسَ فأدَّاه إليهم كما نزلَ من غيرِ تغيير ، وقيل : وصارَ صادقاً به أي بسببهِ ، لأنَّ ما جاء به من القرآنُ معجزةٌ دالَّةٌ على صدقه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ . وقرئ صُدِّق به على البناء للمفعول .