ثم ذكر سبحانه فريق المؤمنين المصدّقين ، فقال : { والذى جَاء بالصدق وَصَدَّقَ بِهِ } الموصول في موضع رفع بالابتداء ، وهو عبارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن تابعه ، وخبره { أُوْلَئِكَ هُمُ المتقون } ، وقيل : الذي جاء بالصدق رسول الله ، والذي صدّق به أبو بكر . وقال مجاهد : الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به عليّ بن أبي طالب . وقال السدّي : الذي جاء بالصدق جبريل ، والذي صدّق به رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال قتادة ، ومقاتل ، وابن زيد : الذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به المؤمنون . وقال النخعي : الذي جاء بالصدق ، وصدّق به هم المؤمنون الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة . وقيل : إن ذلك عام في كل من دعا إلى توحيد الله ، وأرشد إلى ما شرعه لعباده ، واختار هذا ابن جرير ، وهو الذي اختاره من هذه الأقوال ، ويؤيده قراءة ابن مسعود : " والذين جاءوا بالصدق وصدّقوا به " . ولفظ { الذي } كما وقع في قراءة الجمهور وإن كان مفرداً ، فمعناه الجمع ، لأنه يراد به الجنس كما يفيده قوله : { أُوْلَئِكَ هُمُ المتقون } أي المتصفون بالتقوى التي هي عنوان النجاة . وقرأ أبو صالح : " وصدق به " مخففاً ، أي : صدق به الناس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.