الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ} (33)

{ والذى جَاء بالحق وَصَدَّقَ بِهِ } هو رسول الله صلى الله عليه وسلم : جاء بالصدق وآمن به ، وأراد به إياه ومن تبعه ، كما أراد بموسى إياه وقومه في قوله : { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى الكتاب لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [ المؤمنون : 49 ] فلذلك قال : { أُوْلَئِكَ هُمُ المتقون } إلا أنّ هذا في الصفة وذاك في الاسم . ويجوز أن يريد : والفوج أو الفريق الذي جاء بالصدق وصدق به ، وهم الرسول الذي جاء بالصدق ، وصحابته الذي صدقوا به . وفي قراءة ابن مسعود : «والذين جاؤوا بالصدق وصدقوا به » وقرىء : «وصدق به » بالتخفيف ، أي : صدق به الناس ولم يكذبهم به ، يعني : أداه إليهم كما نزل عليه من غير تحريف . وقيل : صار صادقاً به ، أي : بسببه ؛ لأنّ القرآن معجزة ، والمعجزة تصديق من الحكيم الذي لا يفعل القبيح لمن يجريها على يده ، ولا يجوز أن يصدق إلاّ الصادق ، فيصير لذلك صادقاً بالمعجزة ، وقرىء : «وصدّق به » .