الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ} (33)

وقرأ ابن مسعود : ( والَّذِينَ جَاءُوا بِالصِّدْقِ وَصَدَّقُوا بِهِ ) والصدقُ هنا القرآن والشَّرْعُ بجُمْلَتِهِ ؛ وقالتْ فرقةٌ الذي يراد بِهِ : الذين ، وحُذِفَتِ النونُ ، قال ( ع ) : وهذا غيرُ جَيِّدٍ وَترْكِيبُ جاء عليه يَرُدُّ ذلك ، بل الذي هاهنا هي للجنس ، والآيةُ مُعَادِلة لقولهِ : { فَمَنْ أَظْلَمُ } . قال قتادة وغَيْرُهُ : ( الذي جاء بالصِّدْقِ ) هو محمَّدُ عليه السلام والَّذي صَدَّقَ به همُ المؤمنونَ ؛ وهذا أَصْوَبُ الأقْوالِ ، وذَهَبَ قومٌ إلى أن الذي صدَّقَ به أبو بكرٍ ، وقيل : عليٌّ وتَعْمِيمُ اللفظ أَصْوَبُ .

وقولهُ سبحانه : { أُوْلَئِكَ هُمُ المتقون } قال ابن عبَّاس : اتَّقَوُا الشِّرْكَ .