وقولُه تعالَى : { جَزَاء أَعْدَاء الله } خبرُهُ أيْ ما ذُكِرَ منَ الجزاءِ جزاءٌ معدٌّ لأعدائِه تعالَى . وقولُه تعالَى : { النار } عطفُ بيانٍ للجزاءِ أو ذلكَ خبرُ مبتدأ محذوفٍ ، أي الأمرُ ذلكَ على أنه عبارةٌ عن مضمونِ الجملةِ لا عن الجزاءِ ، وما بعدَهُ جملةٌ مستقلةٌ مبنيةٌ لما قبلَها . وقولُه تعالى { لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ } جملةٌ مستقلةٌ مقررةٌ لما قبلَها ، أو النارُ مبتدأٌ هيَ خبرُهُ أي هيَ بعينِها دارُ إقامتِهم على أنَّ التجريدِ- وهُو أنْ يُنتزَعَ من أمرٍ ذي صفةٍ أمرٌ آخرُ مثلُه- مبالغةٌ لكماله فيهَا ، كما يقالُ : في البيضةِ{[710]} عشرونَ مناً حديدٌ وقيلَ : هيَ على مَعناها والمرادُ أنَّ لهم في النارِ المشتملةِ على الدركاتِ داراً مخصوصةً هم فيها خالدونَ { جَزَاء بِمَا كَانُواْ بآياتنا يَجْحَدُونَ } منصوبٌ بفعلٍ مقدرٍ ، أي يُجزون جزاءً أو بالمصدرِ السابقِ فإن المصدرَ ينتصبُ بمثلِه كما في قولِه تعالى : { فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء موفُورًا } [ سورة الإسراء ، الآية63 ] والباءُ الأُولى متعلقةٌ بجزاءً ، والثانيةُ بيجحدونَ قدمتْ عليهِ لمراعاةِ الفواصلِ ، أي بسببِ ما كانُوا يجحدونَ بآياتِنا الحقَّةِ أو يلغَون فيها وذِكْرُ الجحودِ لكونِه سبباً للغوِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.