فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَٰلِكَ جَزَآءُ أَعۡدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُۖ لَهُمۡ فِيهَا دَارُ ٱلۡخُلۡدِ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ} (28)

والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما تقدّم ، وهو مبتدأ وخبره جزاء أعداء الله ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر ذلك ، وجملة { جَزَاء أَعْدَاء الله النار } مبينة للجملة التي قبلها ، والأوّل أولى ، وتكون النار عطف بيان للجزاء ، أو بدلاً منه ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ والخبر : { لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ } .

وعلى الثلاثة الوجوه الأولى تكون جملة لهم فيها دار الخلد مستأنفة مقرّرة لما قبلها ، ومعنى دار الخلد : دار الإقامة المستمرة التي لا انقطاع لها { جَزَاء أَعْدَاء الله النار لَهُمْ } أي يجزون جزاء بسبب جحدهم بآيات الله . قال مقاتل : يعني القرآن يجحدون أنه من عند الله ، وعلى هذا يكون التعبير عن اللغو بالجحود لكونه سبباً له ، إقامة للسبب مقام المسبب .

/خ36