فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلۡعَذَابِ قَلِيلًاۚ إِنَّكُمۡ عَآئِدُونَ} (15)

ثم لما دعوا الله بأن يكشف عنهم العذاب ، وأنه إذا كشفه عنهم آمنوا أجاب سبحانه عليهم بقوله : { إِنَّا كَاشِفُواْ العذاب قَلِيلاً } أي إنا نكشفه عنهم كشفاً قليلاً أو زماناً قليلاً ، ثم أخبر الله سبحانه عنهم أنهم لا ينزجرون عما كانوا عليه من الشرك ، ولا يفون بما وعدوا به من الإيمان ، فقال : { إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } أي إلى ما كنتم عليه من الشرك ، وقد كان الأمر هكذا ، فإن الله سبحانه لما كشف عنهم ذلك العذاب رجعوا إلى ما كانوا عليه من الكفر والعناد ، وقيل المعنى : إنكم عائدون إلينا بالبعث والنشور ، والأوّل أولى .

/خ16