إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلِكُلّٖ دَرَجَٰتٞ مِّمَّا عَمِلُواْۖ وَلِيُوَفِّيَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (19)

{ وَلِكُلّ } من الفريقينِ المذكورينِ { درجات ممَّا عَمِلُوا } مراتبُ من أجزيةِ ما عملوا من الخير والشرِّ . والدرجاتُ غالبةٌ في مراتبِ المَثوبة ، وإيرادُها هَهُنا بطريقِ التغليبِ . { وَلِيُوَفّيَهُمْ أعمالهم } أي أجزيةَ أعمالِهم . وقُرِئَ بنونِ العظمةِ . { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } بنقصِ ثوابِ الأولينَ وزيادةِ عقابِ الآخرينَ . والجملةُ إمَّا حالٌ مؤكدةٌ للتوفية ، أو استئنافٌ مقررٌ لها ، واللامُ متعلقةٌ بمحذوفٍ مُؤخرٍ كأنَّه قيلَ وليُوفِّيهم أعمالَهُم ولا يظلمَهُم حقوقَهم ، فعلَ ما فعل من تقديرِ الأجزيةِ على مقاديرِ أعمالِهم فجعلَ الثوابَ درجاتٍ والعقابَ دركاتٍ .