{ والذي قَالَ لوالديه } عندَ دعوتِهما لهُ إلى الإيمانِ { أُفّ لَّكُمَا } هو صوتٌ يصدرُ عنِ المرءِ عندَ تضجرِه ، واللامُ لبيانِ المؤفَّفِ له كمَا في هَيْتَ لكَ . وقُرِئ أُفِّ بالفتحِ والكسرِ بغيرِ تنوينٍ وبالحركاتِ الثلاثِ معَ التنوينِ . والموصولُ عبارةٌ عن الجنسِ القائلِ ذلكَ القولَ ولذلكَ أُخبرَ عنه بالمجموعِ كما سبقَ . قيلَ : هُو في الكافرِ العاقِّ لوالديهِ المكذبِ بالبعثِ . وعن قَتَادةَ : هُو نعتُ عبدِ سوءٍ عاقِّ لوالديهِ فاجرٍ لربِّه . وما رُويَ من أنَّها نزلتْ في عبدِ الرَّحمنِ بن أبي بكرٍ رضيَ الله عنهُمَا قبلَ إسلامِه يردُّه ما سيأتِي من قولِه تعالى : { أُولَئِكَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول } [ الأحقاف ، الآيةَ 18 ] الآية . فإنَّه كانَ من أفاضلِ المسلمينَ وسَرواتِهم ، وقد كذَّبتِ الصدِّيقةُ رضيَ الله عنَها مَنْ قالَ ذلكَ . { أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ } أُبعثَ من القبرِ بعدَ الموتِ . وقرئ أَخْرُجَ ، من الخُروجِ . { وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِي } ولم يُبعثْ منهم أحدٌ { وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ الله } يسألانِه أنْ يغيثَهُ ويوفقَهُ للإيمانِ . { وَيْلَكَ } أي قائلينَ له ويلكَ ، وهو في الأصلِ دعاءٌ عليه بالثبورِ أُريدَ به الحثَّ والتحريضَ على الإيمانِ لا حقيقةَ الهلاكِ . { آمَن إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ } أي البعثَ أضافاهُ إليهِ تعالى تحقيقاً للحقِّ وتنبيهاً على خطئهِ في إسنادِ الوعدِ إليهما . وقُرِئ أنَّ وعدَ الله أي آمِنْ بأنَّ وعدَ الله حقٌّ { فَيَقُولُ } مكذباً لهُما { مَا هذا } الذي تسميانِه وعدَ الله { إِلاَّ أساطير الأولين } أباطيلُهم التي سَطرُوها في الكتبِ من غيرِ أنْ يكونَ لها حقيقةٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.