إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذۡهَبۡتُمۡ طَيِّبَٰتِكُمۡ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنۡيَا وَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهَا فَٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَفۡسُقُونَ} (20)

{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُوا عَلَى النار } أي يُعذَّبُونَ بَها منْ قولِهم عُرض الأسارَى على السيفِ أي قُتلوا ، وقيل : يُعرض النارُ عليهم بطريقِ القلبِ مبالغةً . { أَذْهَبْتُمْ طيباتكم } أي يقالُ لهم ذلكَ وهو الناصبُ للظرفِ . وقُرِئ أأْذهبتُم بهمزتينِ وبألفٍ بينَهمَا على الاستفهامِ التوبيخيِّ أي أصبتُم وأخذتُم ما كُتب لكُم من حُظوظِ الدُّنيا ولذائِذها . { فِي حياتكم الدنيا واستمتعتم بِهَا } فلم يبقَ لَكُم بعد ذلكَ شيءٌ منَها . { فاليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } أيْ الهوانِ . وقد قُرِئ كذلكَ . { بِمَا كُنتُمْ } في الدُّنيا { تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الحق } بغيرِ استحقاقٍ لذلكَ { وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } أي تخرجونَ عن طاعةِ الله عزَّ وجلَّ أي بسببِ استكبارِكم وفسقِكم المستمرين . وقُرِئ تَفْسِقونَ بكسرِ السِّينِ .