إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (16)

{ أولئك } إشارةٌ إلى الإنسانِ ، والجمعُ لأنَّ المرادَ به الجنسُ المتصفُ بالوصفِ المَحكِيِّ عنْهُ ، وما فيهِ من مَعْنى البُعدِ للإشعارِ بعُلوِّ رُتبتهِ وبُعدِ منزلتِه ، أي أولئكَ المنعوتونَ بما ذُكِرَ من النعوتِ الجليلةِ . { الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا } من الطاعاتِ ، فإنَّ المباحَ حسنٌ ولا يثابُ عليهِ . { وَنَتَجَاوَزُ عَن سيئاتهم } وقُرئ الفعلانِ بالياءِ على إسنادِهما إلى الله تعالى ، وعلى بنائِهما للمفعولِ ، ورفعِ أحسنَ على أنَّه قائمٌ مقامَ الفاعلِ ، وكذا الجارُّ والمجرور . { فِي أصحاب الجنة } أي كائنينَ في عدادِهم منتظمينَ في سلكِهم { وَعْدَ الصدق } مصدرٌ مؤكدٌ لما أنَّ قولَه تعالَى نتقبلُ ونتجاوزُ وعدٌ من الله تعالى لهُم بالتقبلِ والتجاوزِ . { الذي كَانُوا يُوعَدُونَ } عَلَى ألسنةِ الرُّسلِ .