فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلِكُلّٖ دَرَجَٰتٞ مِّمَّا عَمِلُواْۖ وَلِيُوَفِّيَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (19)

{ ولكل } أي لكل فريق من الفريقين المؤمنين والكافرين والأبرار والفجار من الجن والإنس { درجات مما عملوا } أي مراتب عند الله يوم القيامة بأعمالهم قال ابن زيد درجات أهل النار تذهب سفلا ، ودرجات أهل الجنة تذهب علوا ، ومراتب أهل النار يقال لها دركات بالكاف ، كما في الحديث لا درجات ، والجواب أن ذلك على جهة التغليب أو المراد المراتب مطلقا .

{ وليوفيهم أعمالهم } أي جزاء أعمالهم ، ولا يظلمهم حقوقهم ، قدر جزاءهم على مقادير أعمالهم ، فجعل الثواب درجات ، والعقاب دركات ، قرأ الجمهور بالنون ، وقرئ بالتحتية ، واختار أبو عبيدة الأولى ، وأبو حاتم الثانية { وهم لا يظلمون } أي لا يزاد مسيء ولا ينقص محسن ، بل يوفي كل فريق ما يستحقه من خير وشر والجملة حالية مؤكدة ، أو مستأنفة مقررة لما قبلها .