إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (28)

{ يا أيها الذين آمَنُوا } أي بالرسلِ المتقدمةِ { اتقوا الله } فيما نهاكُم عنْهُ { وَآمَنُوا بِرَسُولِهِ } أي بمحمدٍ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وفي إطلاقهِ إيذانٌ بأنَّه عَلَمٌ فَردٌ في الرسالةِ لا يذهبُ الوهمُ إلى غيرِه { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ } نصيبينِ { من رحْمَتِهِ } لإيمانِكم بالرسولِ وبمَنْ قبلَهُ من الرسلِ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ لكنْ لا على مَعْنى أنَّ شريعتَهُم باقيةٌ بعد البعثةِ بلْ على أنَّها كانتْ حقَّة قبلَ النسخِ { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } يومَ القيامةِ حسبَما نطقَ به قولُه تعالى : { يسعى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمانهم } [ سورة الحديد ، الآية 12 ] { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } ما أسلفتُم من الكُفر والمَعَاصِي { والله غَفُورٌ رحِيمٌ } أي مبالغٌ في المغفرةِ والرحمةِ .