الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (28)

وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ } قالت فرقة : الخطاب بهذه الآية لأهل الكتاب ، ويؤيده الحديث الصحيح : " ثَلاَثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بي " الحديث ، وقال آخرون : الخطاب للمؤمنين من هذه الأمة ، ومعنى { وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ } أي : اثبتوا على ذلك ودوموا عليه ، { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ } أي : نصيبين بالإضافة إلى ما كان الأمم قبل يعطونه ، قال أبو موسى : { كِفْلَيْنِ } : ضعفين بلسان الحبشة ، والنور هنا : إمَّا أَنْ يكونَ وعداً بالنور الذي يسعى بين الأيدي يومَ القيامة ، وإمَّا أَنْ يكون استعارة للهُدَى الذي يمشي به في طاعة اللَّه .