فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (28)

ثم أمر سبحانه المؤمنين بالرسل المتقدّمين بالتقوى والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقال : { يأيها الذين ءامَنُوا اتقوا الله } بترك ما نهاكم عنه { وآمنوا برسوله } محمد صلى الله عليه وسلم { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } أي نصيبين من رحمته بسبب إيمانكم برسوله بعد إيمانكم بمن قبله من الرسل ، وأصل الكفل : الحظ والنصيب ، وقد تقدّم الكلام على تفسيره في سورة النساء { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } يعني : على الصراط كما قال : { نُورُهُمْ يسعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } [ التحريم : 8 ] وقيل : المعنى ويجعل لكم سبيلاً واضحاً في الدين تهتدون به { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } ما سلف من ذنوبكم { والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي بليغ المغفرة والرحمة .

/خ29