بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (28)

ثم قال عز وجل : { يا أيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله } يعني : أطيعوه فيما يأمركم به ، وفيما ينهاكم عنه ، { وآمنوا برسوله } محمد صلى الله عليه وسلم ، يعني : اثبتوا على الإسلام بعد نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ويقال يا أيها الذين آمنوا بعيسى ابن مريم : آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } يعني : أجرين من فضله ، ويقال : لما نزلت في أهل مكة { أولئك يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بالحسنة السيئة وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ } [ القصص : 54 ] ، حزن المسلمون ، فنزل فيهم { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } وأصل الكِفْل النصيب ، يعني : نصيبين من رحمته ، أحدهما : بإيمانه بنبيه قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، والآخر الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم .

ثم قال عز وجل : { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } يعني : يجعل لكم سبيلاً واضحاً تهتدون به ، { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } يعني : يغفر لكم ذنوبكم ، { والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } يعني : يغفر الذنوب للمؤمنين { رَّحِيمٌ } بهم .