إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَن تَنفَعَكُمۡ أَرۡحَامُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡۚ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَفۡصِلُ بَيۡنَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (3)

{ لَن تَنفَعَكُمْ أرحامكم } قراباتُكم ، { وَلاَ أولادكم } الذين توالونَ المشركينَ لأجلِهِم وتتقربُونَ إليهِم محاماةً عليهِم ، { يَوْمُ القيامة } بجلبِ نفعٍ أو دفعِ ضُرَ { يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } استئنافٌ لبيانَ عدمِ نفعِ الأرحامِ والأولادِ يومئذٍ أي يفرق الله بينكم بما اعتراكُم من الهولِ الموجبِ لفرارِ كلِّ منكُم من الآخرِ حسبما نطَقَ بهِ قولُهُ تعالى :{ يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ } [ سورة عبس ، الآية 34 ] الآيةَ فما لكُم ترفضونَ حقَّ الله تعالى لمراعاةِ حقِّ منْ هَذا شأنُهُ وقُرِئَ يُفْصَل ويفصَّل مبنياً للمفعولِ ويفصِل ويُفَصِّل مبنياً للفاعلِ وهو الله تعالى ونفصِل ونفصِّل بالنون { والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيجازيكُم بهِ .