الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{لَن تَنفَعَكُمۡ أَرۡحَامُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡۚ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَفۡصِلُ بَيۡنَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (3)

{ لَن تَنفَعَكُمْ أرحامكم } أي قراباتكم { وَلاَ أولادكم } الذين توالون الكفار من أجلهم وتتقربون إليهم محاماة عليهم ، ثم قال :{ يَوْمَ القيامة يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } وبين أقاربكم وأولادكم{ يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ . . . }[ عبس : 34 ] الآية فما لكم ترفضون حق الله مراعاة لحق من يفرّ منكم غداً : خطأ رأيهم في موالاة الكفار بما يرجع إلى حال من والوه أوّلاً ، ثم بما يرجع إلى حال من اقتضى تلك الموالاة ثانياً ؛ ليريهم أن ما أقدموا عليه من أي جهة نظرت فيه وجدته باطلاً . قرىء : «يُفصَل ويُفصَّل » ، على البناء للمفعول . ويَفصِل ويُفصِّل ، على البناء للفاعل وهو الله عزّ وجل ونفصل ونفصل ، بالنون .