فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَن تَنفَعَكُمۡ أَرۡحَامُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡۚ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَفۡصِلُ بَيۡنَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (3)

{ لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير ( 3 ) } .

{ أرحامكم } قراباتكم .

{ يفصل } يفرق ؛ إما بالفزع الذي يحمل على فرار كل قريب من قريبه وكل حبيب من حبيبه { يوم يفر المرء من أخيه . . . وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه }{[6597]} ، وإما بأن يدخل المولى أهل الإيمان الجنة ، ويدخل الكافرين النار فيفترقان { . . . فريق في الجنة وفريق في السعير }{[6598]} .

بين الله الحكيم أن الأقارب والأولاد- وكذا الأهل والمال- لا ينبغي أن تكون سببا لموالاة الأعداء والتقرب إليهم ، فإن القريب لا يغني عن قريبه ، ولا تجزي نفس عن نفس شيئا ، والله يرانا وما نعمل فيجازي كلا بعمله .


[6597]:سورة عبس. الآيات: 34،35، 36، 37.
[6598]:- سورة الشورى. من الآية 7.