إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ} (3)

{ ذلك } إشارةٌ إلى ما تقدمَ من القولِ النَّاعِي عليهِمْ إنَّهم أسوأُ الناسِ أعمالاً أو إلى ما وُصفَ من حالِهِم في النفاقِ والكذبِ والاستتارِ بالإيمانِ الصوريِّ ، وما فيهِ من مَعْنَى البُعْدِ مع قُربِ العهدِ بالمشارِ إليهِ لما مَرَّ مراراً من الإشعارِ ببُعدِ منزلتِهِ في الشرِّ { بِأَنَّهُمْ } أي بسببِ أنَّهم { آمَنُوا } أي نطقُوا بكلمة الشهادةِ كسائرِ منْ يدخُل في الإسلامِ { ثُمَّ كَفَرُوا } أي ظهرَ كفرُهُم بما شُوهدَ منهم من شَواهدِ الكُفْرِ ودلائِلِه أو نطقُوا بالإيمانِ عندَ المؤمنينَ ثم نطقُوا بالكفرِ عند شياطينهم { فَطُبِعَ على قُلُوبِهِمْ } حتى تمرنُوا على الكفرِ واطمأنُّوا بهِ وقُرِئَ على البناءِ للفاعلِ وقُرِئَ فطبعَ الله . { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } حقيقةَ الإيمانِ ولا يعرفونَ حقيتَهُ أصلاً .