فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ} (3)

والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما تقدّم ذكره من الكذب والصدّ وقبح الأعمال ، وهو مبتدأ وخبره { بِأَنَّهُمْ ءامنوا } أي بسبب أنهم آمنوا في الظاهر نفاقاً { ثُمَّ كَفَرُواْ } في الباطن ، أو أظهروا الإيمان للمؤمنين وأظهروا الكفر للكافرين ، وهذا صريح في كفر المنافقين ، وقيل : نزلت الآية في قوم آمنوا ثم ارتدّوا . والأوّل أولى كما يفيده السياق . { فَطُبِعَ على قُلُوبِهِمْ } أي ختم عليها بسبب كفرهم . قرأ الجمهور { فَطُبِعَ } على البناء للمفعول ، والقائم مقام الفاعل الجار والمجرور بعده ، وقرأ زيد بن عليّ على البناء للفاعل ، والفاعل ضمير يعود إلى الله سبحانه ، ويدل على هذا قراءة الأعمش ( فَطَبَعَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ ) { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } ما فيه من صلاحهم ورشادهم وهو الإيمان .