فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ} (3)

{ ذلك } أي ما تقدم ذكره من الكذب والصد وقبح الأعمال { بأنهم } أي بسبب أنهم { آمنوا } باللسان في الظاهر نفاقا { ثم كفروا } بالقلب في الباطن ، فثم للترتيب الإخباري لا الإيجادي ، أو أظهروا الإيمان للمؤمنين وأظهروا الكفر للكافرين ، وهذا صريح في كفر المنافقين ، وقيل : نزلت الآية في قوم آمنوا ثم ارتدوا ، والأول أولى كما يفيده السياق .

{ فطبع على قلوبهم } أي ختم عليها بسبب كفرهم ، قرأ الجمهور طبع مبنيا للمفعول ، وقرئ مبنيا للفاعل ، والفاعل ضمير يعود إلى الله سبحانه ، ويدل عليه قراءة الأعمش فطبع الله على قلوبهم { فهم لا يفقهون } ما فيه صلاحهم ورشادهم ، وهو حقيقة الإيمان ، ولا يعرفون صحته .