إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰهُمۡ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوۡمِهِمۡ هَٰذَا وَمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ} (51)

{ الذين اتخذوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا } كتحريم البَحيرة والسائبةَ ونحوِهما والتصديةِ{[265]} حولَ البيت ، واللهوُ صرفُ الهمِّ إلى ما لا يحسُن أن يُصْرفَ إليه ، واللعبُ طلبُ الفرحِ بما لا يحسن أن يُطلب { وَغَرَّتْهُمُ الحياة الدنيا } بزخارفها العاجلةِ { فاليوم ننساهم } نفعل بهم ما يفعل الناسي بالمنسيِّ من عدم الاعتدادِ بهم وتركِهم في النار تركاً كلياً ، والفاء في فاليوم فصيحةٌ وقوله تعالى : { كَمَا نَسُوا لِقَاء يَوْمِهِمْ هذا } في محل النصبِ على أنه نعتٌ لمصدر محذوفٍ ، أي ننساهم نسياناً مثلَ نسيانِهم لقاءَ يومِهم هذا حيث لم يُخطِروه ببالهم ولم يعتدّوا له ، وقولُه تعالى : { وَمَا كَانُوا بآياتنا يَجْحَدُونَ } عطفٌ على ما نسوا أي وكما كانوا منكرين بأنها من عند الله تعالى إنكاراً مستمراً .


[265]:التّصْدية: التصفيق باليدين. ومنه قوله تعالى:{وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية} الأنفال: 35.